رحلة صغيره في معان كبيره

من طرف **ام احمد** 22/08/11, 05:00 pm

قبل سويعات من الذهاب في تلك الرحلة .. قلت في نفسي ..
عليه أن ابحث ماهي البصمه التي يجب ان نضعها في السفر..
وماهو الأثر الذي يجب ان نتركه ..
استمر البحث وفجأة وجدت مقولة للفاروق ( عمر بن الخطاب رضي الله عنه )
كانت بمثابة دروس وعبر .. لاتحصى ولاتعد..
سُمِّي السفر سفرا ..
لأنه يُسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم فيظهر ما كان خافيا منها.
فتجد
المرء تعرفه السنين الطوال ولم يُظْهِر لك من خُلقه إلا الحسن وما أن
تسافر معه فتراه ليلا ونهارا وعند أكله وشربه ونومه ومعاملته إلا ويُظهر لك
أمورا قد لا يسرك معرفتها .
شهد رجلٌ عند عمر بن الخطّاب ، فقال له عمر : إني لستُ أعرفك، ولا يضرّك أني لا أعرفك، فائتني بمن يعرفك .
فقال رجل : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين .
قال عمر : بأيّ شيءٍ تعرفه ؟
فقال : بالعدالة .
قال عمر : هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟
قال : لا .
قال عمر : فعامَلَك بالدرهم والدينار الذي يُستَدلّ به على الورع ؟
قال : لا .
قال عمر : فصاحَبَك في السفر الذي يُستَدَلّ به على مكارم الأخلاق ؟
قال : لا .
قال عمر : فلستَ تعرفه !ثم قال عمر للرجل : ائتني بمن يعرفك .
رواه البيهقي في السنن الكبير وصححه الألباني في إرواء الغليل
ولذلك قيل: إذا أثنى على الرجل جيرانه في الحضر وأصحابه في السفر ومعاملوه في الأسواق فلا تشكوا في صلاحه.

فهنا انطلقت في تلك الرحلة وفي مخيلتي تلك السطور ..
هي رحلة صغيره ولكن حملت في جعبتها معانِ كبيره .. تعلمت دروس منها في ايام قلائل
كان من الممكن تعلمها في سنوات والحمدلله
أنني عرفتها الان..اترك لقلمي يقص الحكايه..
وشعاره رب كلمة تهدي امه..

حملت معي تلك السلة/

رحلة صغيره في معان كبيره ____3

وكل وردة بها ستفصح عما تعلمته ..

الوردة الأولى : عرفت ماهو الفرق بين السكون والهدوء .. ان الهدوء هو للأشياء ذات الصوت , والسكون للأشياء المتحركة
رحلة صغيره في معان كبيره 471649927QEmNbv_ph

رحلة صغيره في معان كبيره 471649927QEmNbv_ph

..
الوردة
الثانيه : تيقنت ان المضادات حين تجتمع تصبح رائعه .. كمثل البحر في
الصباح فيه من الجمال والروعة مايضفي على النفس شيأ يسعدها
رحلة صغيره في معان كبيره 471649927QEmNbv_ph

.. وفي المساء فيه من الرهبة مايخيف النفس ويجعلها تذكر اشياء كثيره .. وكذلك الاب فيه من الحنان مالاتصفه الاقلام

وفي نفس الوقت فيه الشده وهنا اصبحت احب المتضادات وجمالها

الوردة الثالثه: لغة الشروق والغروب للشمس الجميله
عشت في معان شروق الشمس فوجدت انها حقا رائعه تعلن عن يوم جديد يجب ان نمليه بالهمة والتفاؤل والاصرار والعزيمه ..
رحلة صغيره في معان كبيره 30017.imgcache

الغروب .. وداع الشمس لنا بلغتها الخاصه التي اعلنت عن ذهاب ذلك اليوم هي معان جميله ليتنا نفقها

.. كانت بمثابة التفكير والتذكير بشروق وغروب وماذا قدمنا في ذلك اليوم ..

الوردة الرابعه : وربما هي الأهم لانها الاساس الذي نعيش عليه الأخلاق عرفت خلق

( الأيثار .. وروعته ولكن كان الأروع منه هو الأيثار الصامت .. فوجدت الذين اتصفوا بذلك الخلق .. كانوا الاروع بيننا..

العطاء : فوجدته كالسماء ضم الجميع بداخله وسعى بكل مايملك ان يسعد كل من حوله
..
التعاون : الذي اعطى للرحلة مذاق جميل..

الوردة
الخامسه : نعم الله علينا .. يجب ان نحمد الله كثيرا ادركت ان الحياة لن
تكتمل في يوم ما لأحد وهذا هو الفرق بين الدنيا والأخره ..

الوردة السادسه : الرضا بما قسمه الله لي
رحلة صغيره في معان كبيره 30018.imgcache

ومثال ذلك حمل الرمال .. كم حاولت ان احمل الكثير ..

لكني وجدت انني لن اخذ الا ماكتب الله لي فلذلك هنا يجب ان نقف وقفة للتأمل في أننا مهما أردنا

وسعينا لأن نحصل على اي شيئ كان لن نأخذ الا ماكتب الله لنا منه النصيب.. ولن نخرج من الحياة بشيئ سوى العمل ..

الوردة السابعه : استشعرت معانِ الأثار وأثرها

رحلة صغيره في معان كبيره 30019.imgcache

كم وكم كتبنا على تلك الرمال فوجدت امواج البحر تأتي بسرعة وتمحيها فتأملت حينها اننا يجب علينا ان ننقش دائما

على الرمال الاساءة حتى تأتي امواج الصفاء والنقاء لتمحيها من داخل انفسنا.. ويجب ان ننقش الاحسان

وكل شيئ جميل على الحجر حتى لاتنسى ولا يتمكن اي شيئ من محيها عن اذهاننا ..

الوردة الثامنه: الأصرار ليته يكون حليفنا في كل شيئ والاهم في طاعة الله وكل شيئ يقربنا إليه

..
رحلة صغيره في معان كبيره 30020.imgcache

الوردة
التاسعه: الأحبة في الله .. احيانا قرب الأرواح لاتتعلق بالأماكن والقرب
بينهم .. بل ان ارواح وليست كل ارواح بل فقط من كان وصالها وحبها في الله
ولله هي دوما في لقاء مستمر .. وهذا اجده هو اللقاء النقي فتبقى النفس دوما
تحن إليهم ..
الوردة
العاشره : ان الشيئ الذي تألفه العين والقلب وتكرره دائما في حياتنا قد
يفقد للااشياء رونقها وعبقها وهذا هو مفهوم التوازن الذي أوجده الله عز وجل
في حياتنا وهذه هي الحكمة لذلك الاشياء النادرة الحدوث تكون هي الأجمل..

هذا ماجمعته من الورود..

"
ولكن هناك عثرت على لؤلؤة رائعه
رحلة صغيره في معان كبيره Images?q=tbn:ANd9GcS2hfgVszKcys4stMD1hpbjLO6lHJgdvKsP-AXJ3wJixUtWEO2s&t=1

رحلة صغيره في معان كبيره Images?q=tbn:ANd9GcS2hfgVszKcys4stMD1hpbjLO6lHJgdvKsP-AXJ3wJixUtWEO2s&t=1

انها لؤلؤة التدبر .. والتفكر في خلق الله عز وجل.. تلك العبادة التي قال بها :
بشر الحاقى: ( لوتفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه)..

ولكن هذه الرحله لم تكن للتنزه فقط

بل هي تأديب للنفس
..
فقد جلسنا مع ذلك الأمير في تلك الرياض الخضراء

في جلسة أيمانيه .. تشحذ الهمم .. وتذكرنا بالله عز وجل

فحينها اشرق في عيني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال:

ما جلس قومٌ مجلسا يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده

فجميله هي الحياة بطاعة رب العباد

واخيرا . يبقى اجتماع الأحبة في الله له الرونق الخاص به
..
وتبقى خزينة الجميله بحاجة إليها أنفسنا لانها كالبلسم تضفي الانتعاش والراحة بنا
..
ولازالت مشاعر كثيره تختلج الوجدان

ولكن تبقى لغة الصمت ابلغ من اي كلام