لا تحزن و لا تيأس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تحزن و لا تيأس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
إن المؤمن لا ييأس من رحمة الله وفرجه مهما ضاقت عليه السبل وتقطعت به الأسباب، قال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}، وقال سبحانه: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}، فكيف ييأس من يعبد ربا كريما رحيما قديرا، واسع العطاء، يغضب على من لم يسأله، بيده خزائن كل شيء، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ {الحجر:21}، كيف يقنط المؤمن وهو يعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ{القمر:49}.
وأنه لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:عجبت من قضاء الله للمؤمن إن أمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له. رواه مسلم وأحمد واللفظ له.
إذا علم المؤمن هذا فوض أمره إلى الله وأسلم نفسه إليه، فوثق به واعتمد عليه، وأخذ بالأسباب المشروعة في جلب الخير ودفع الضر، فصار متوكلا على الله ، فإذا نزلت به حاجة أنزلها بالله سبحانه وفوض أمره إليه بصدق وتضرع وإخلاص فيرى من خفي لطفه ما لا يخطر على البال، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ {الطلاق:3}،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل. رواه أحمد وأبو داود والترمذيوقال: حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني.
قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره: أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به، الاعتماد على ربه، والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور، فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه فقال: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ. والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى، في جلب المنافع، ودفع المضار، مع ثقته به، وحسن ظنه بحصول مطلوبه، فإنه عزيز رحيم، بعزته يقدر على إيصال الخير، ودفع الشر عن عبده، وبرحمته به، يفعل ذلك، ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله، والنزول في منزل الإحسان فقال: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ. أي: يراك في هذه العبادة العظيمة، التي هي الصلاة... لأن من استحضر فيها قرب ربه، خشع وذل، وأكملها، وبتكميلها، يكمل سائر عمله، ويستعين بها على جميع أموره. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ. لسائر الأصوات على اختلافها وتشتتها وتنوعها، {الْعَلِيمُ} الذي أحاط بالظواهر والبواطن، والغيب والشهادة. فاستحضار العبد رؤية الله له في جميع أحواله، وسمعه لكل ما ينطق به، وعلمه بما ينطوي عليه قلبه، من الهم، والعزم، والنيات، مما يعينه على منزلة الإحسان. انتهى.
فتدبروا إخوتي كتاب الله، واستعينوا بالصبر والصلاة، والدعاء مع الإلحاح، والمحافظة على الأذكار الصحيحة التي تفرج الهم والكرب، وثقوا في الله، واعلموا أنه عند اشتداد ظلمة الليل يأتي الفجر بنوره، وعندئذ يفرح المؤمن بفرج الله، وعسى أن يكون قريبا، ونسأل الله لك التوفيق وتفريج همك وغمك إنه رحيم لطيف بعباده.
مــــــــــنقول للإفادة
إن المؤمن لا ييأس من رحمة الله وفرجه مهما ضاقت عليه السبل وتقطعت به الأسباب، قال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}، وقال سبحانه: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}، فكيف ييأس من يعبد ربا كريما رحيما قديرا، واسع العطاء، يغضب على من لم يسأله، بيده خزائن كل شيء، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ {الحجر:21}، كيف يقنط المؤمن وهو يعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ{القمر:49}.
وأنه لا يقضي قضاء إلا كان خيراً له، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:عجبت من قضاء الله للمؤمن إن أمر المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له. رواه مسلم وأحمد واللفظ له.
إذا علم المؤمن هذا فوض أمره إلى الله وأسلم نفسه إليه، فوثق به واعتمد عليه، وأخذ بالأسباب المشروعة في جلب الخير ودفع الضر، فصار متوكلا على الله ، فإذا نزلت به حاجة أنزلها بالله سبحانه وفوض أمره إليه بصدق وتضرع وإخلاص فيرى من خفي لطفه ما لا يخطر على البال، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ {الطلاق:3}،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل. رواه أحمد وأبو داود والترمذيوقال: حديث حسن صحيح غريب وصححه الألباني.
قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره: أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به، الاعتماد على ربه، والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور، فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه فقال: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ. والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى، في جلب المنافع، ودفع المضار، مع ثقته به، وحسن ظنه بحصول مطلوبه، فإنه عزيز رحيم، بعزته يقدر على إيصال الخير، ودفع الشر عن عبده، وبرحمته به، يفعل ذلك، ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله، والنزول في منزل الإحسان فقال: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ. أي: يراك في هذه العبادة العظيمة، التي هي الصلاة... لأن من استحضر فيها قرب ربه، خشع وذل، وأكملها، وبتكميلها، يكمل سائر عمله، ويستعين بها على جميع أموره. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ. لسائر الأصوات على اختلافها وتشتتها وتنوعها، {الْعَلِيمُ} الذي أحاط بالظواهر والبواطن، والغيب والشهادة. فاستحضار العبد رؤية الله له في جميع أحواله، وسمعه لكل ما ينطق به، وعلمه بما ينطوي عليه قلبه، من الهم، والعزم، والنيات، مما يعينه على منزلة الإحسان. انتهى.
فتدبروا إخوتي كتاب الله، واستعينوا بالصبر والصلاة، والدعاء مع الإلحاح، والمحافظة على الأذكار الصحيحة التي تفرج الهم والكرب، وثقوا في الله، واعلموا أنه عند اشتداد ظلمة الليل يأتي الفجر بنوره، وعندئذ يفرح المؤمن بفرج الله، وعسى أن يكون قريبا، ونسأل الله لك التوفيق وتفريج همك وغمك إنه رحيم لطيف بعباده.
مــــــــــنقول للإفادة
خديجة حمدون- الإشراف العام
-
عدد المساهمات : 133
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى