O.o{ هام !! موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة !! }o.O
صفحة 1 من اصل 1
O.o{ هام !! موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة !! }o.O
موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة
ما واجبنا تجاه مصيبة انتشار الأحاديث الموضوعة ؟
ما هو دورنا نحن عامة الناس أمام انتشار الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ونريد منكم كلمة لأولئك الذين ينشرون الأحاديث دون التأكد من صحتها .
الجواب :
الحمد لله
المسلم الصادق هو الذي يحرص على نقاء الدين وصفاء الشريعة من كل دخيل وغريب
، فقد أكمل الله علينا النعمة ، وأتم لنا المنة بهذه الشريعة السمحة ،
وأخذ الميثاق على أهل العلم أن يبلغوه للناس ولا يكتموه ،
وذم كثيرا من الذين أوتوا الكتاب من الأمم السابقة حين ابتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم ترد به ،
وفي جميع ذلك دعوة إلى الحرص الشديد على ذب الكذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومحاربة كل من يتطاول عليها بالأحاديث والأحكام المفتراة .
ولعل الأهم في هذا الشأن هو اقتراح بعض الخطوات العملية التي تساهم في حصر
انتشار الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضييق دائرته ،
ومن ذلك :
1- تعريف الناس بخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق فاعلها أن يذوق العذاب الأليم في دركات جهنم،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)
رواه البخاري (110) ومسلم (3) .
2- نشر الكتب التي تعتني ببيان الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ، مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الموضوعات " للشوكاني ، و "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني ... وغيرها .
3- العناية بمواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن ، ومن أهمها موقع "الدرر السنية".
4- بيان عظيم جناية الأحاديث المنكرة والموضوعة على فكر الأمة وثقافتها وتراثها ، وكيف كانت سببا في انحراف الكثيرين عن الجادة ، كما كانت سببا مباشرا لانتشار الخرافة والشطح والغلو ، مع أخذ العظة والعبرة من الأمم التي حرف دينها ومسخت شريعتها بسبب عدم صيانة علمائها لها عن الدخيل والموضوع،
ومثال ذلك في الأديان : النصرانية ، وفي الفرق : الرافضة .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
" فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كانوا يُمنَعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد - بل هو غَضٌّ لم يشب - ،
فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا ، مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ؟!
فبالحري أن نزجر القوم عنه ، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف،
بل يروون – والله - الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد .
نسأل الله العافية .
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه وغَرَّ المؤمنين : فهذا ظالمٌ لنفسِهِ ، جانٍ على السُّنَنِ والآثار ، يستَتاب من ذلك ، فإن أناب وأقْصَر وإلا فهو فاسقٌ ، كفى به إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِع .
وإن هو لم يعلم : فليتورّع ، وليستعِن بمن يُعينُهُ على تنقية مروياته .
نسأل الله العافية.
فلقد عَمَّ البلاء ، وشمَلت الغفلة ، ودخل الدّاخل على المحدّثين الذين يَرْكَنُ إليهِم المسلمون . فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام " انتهى.
" سير أعلام النبلاء " (2/601) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل لها ، ثم تنشر بين العامة ، وإني أقول لمن نشرها أو أعان على نشرها إنه آثمٌ بذلك ،
حيث يُضل عن سبيل الله ، يضل عباد الله بهذه الأحاديث المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ، ثم تجد بعض الجهال يريدون الخير ، فيظنون أن نشر هذا من الأشياء التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو لا يدري أن الأمر خطير ، وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام ؛ لأنه من الترويع بلا حق ، أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل هو موضوع ، هذا أيضاً محرم ؛ لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت ، فيحتسبونه على الله عز وجل ، وهو ليس كذلك ، فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا ممن افتروا على الله كذباً ليضلوا الناس بغير علم ، وليعلموا أن الله لا يهدي القوم الظالمين ، وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب " ( مصطلح الحديث ).
وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله :
" إن مما يحزن ويؤسف ما عمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة العلم والخطباء وغيرهم من التساهل في رواية الحديث ، وعدم التثبت في صحته ،
وكثيرا ما نسمع من كثير من الخطباء والوعاظ – فضلا عن غيرهم – من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدا ، ومع ذلك يجزمون بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو : لقوله صلى الله عليه وسلم ...... وما أشبه ذلك ، وهذه شهادة على الرسول بلا علم ، وجزم بلا برهان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)
رواه البخاري (110) ومسلم (3) .
فعمَّت الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين العوام لكثرة سماعهم لها من الخطباء والوعاظ،
والله جلّ وعلا أمر بالتثبت في الأخبار الجارية بين الناس ؛ فكيف بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قوله تشريع وفعله تشريع ؟!
والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يعلم مَن خَرَّجه ولا صحته ،
فإذا أردت أن تستفهم منه أو تسأله : من رواه ؟ وما صحته ؟
أجابك مبادراً رافعاً رأسه : لا يضر جهالة صحته ، هذا من فضائل الأعمال .
عــجـبـا!
(آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ)
يونس/59 .
ولو فرضنا أنها من فضائل الأعمال ؛ فالأحاديث الموضوعة لا يجوز ذكرها إلا مع بيان أنها موضوعة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
، فبسبب هذا التساهل توصل أهل البدع إلى بث بدعهم ونشرها بين الناس ؛ بحجة أنها أحاديث فضائل لا بأس بالعمل بها ، متناسين أنهم بذلك يشرعون للناس بها ؛ لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم" انتهى .
" الإعلام بوجوب التثبت برواية الحديث " (ص/4) .
والله أعلم .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى