أكمل النّاس لذّة من جمع بين لذّة القلب والرّوح ولذّة البدن
صفحة 1 من اصل 1
أكمل النّاس لذّة من جمع بين لذّة القلب والرّوح ولذّة البدن
لذّة كل واحد على حسب قدره وهمّته وشرف نفسه ،
فأشرف الناس نفسا وأعلاهم همّة وأرفعهم قدرا من لذّته في معرفة الله ومحبّته والشّوق الى لقائه والتّودّد اليه بما بحبّه و يرضاه ،
فأشرف الناس نفسا وأعلاهم همّة وأرفعهم قدرا من لذّته في معرفة الله ومحبّته والشّوق الى لقائه والتّودّد اليه بما بحبّه و يرضاه ،
فلذّته في اقباله عليه وعكوف همّته عليه.
ودون ذلك مراتب لا يحصيها الاّ الله ، حتّى تنتهي الى من لذّته في أخسّ الأشياء من القاذورات و الفواحش في كلّ شيء من الكلام والفعال والأشغال،
فلو عُرِضَ ما يلتذّ به الأوّل لم تسمح نفسه بقبوله ولا التفت اليه ، وربّما تألّمت من ذلك ،
كما أنّ الأوّل إذا عُرِضَ عليه ما يلتذّ به هذا لم تسمح نفسه به ن ولم يلتفت إليه ، ونفرت نفسُهُ منهُ.
وأكمل النّاس لذّة من جمع بين لذّة القلب والرّوح ولذّة البدن،
فهو يتناول لذّاته المباحة على وجه لا ينقص حظّه من الدار الآخرة ولا يقطع عليه لذّة المعرفة والأنس بربّه ،
فهذا ممّن قال تعالى فيه
((هي للّذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ))
[الأعراف:32]
وأبخسهم حظًا من اللّذةِ من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذات الآخرة،
فيكون ممّن يقال لهم يوم استيفاء اللّذات:
فيكون ممّن يقال لهم يوم استيفاء اللّذات:
(( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدّنيا و استمتعتم بها ))
[ الأحقاف : 20]
من كتاب الفوائد
(( ابن قيم الجوزية ))
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى